يعد قطاع التطوير العقاري والبناء مجالا متعدد التخصصات بطبيعته. ومن ثم، فإنه يحظى بنطاق مترام الأطراف، وفي حين تبدو أنشطة التطوير والبناء متكررة بطبيعتها، تعد المشاريع العملاقة فئة مختلفة تماما من المشاريع من حيث مستوى طموحها وتأثيرها وتعقيدها وإدارة أصحاب المصلحة.
“إن تكامل مشاريع التطوير العقاري الضخمة كجزء من الاقتصاد التداولي للمدينة من شأنه إضافة قيمة كبيرة وخلق توافق في الأولويات والحوافز بين المساهمين”.
التكامل والتماسك: يعد هذا -من وجهة نظري- أحد أهم عوامل النجاح بالنسبة لمشاريع التطوير العقاري الضخمة، والذي يمتد من تكامل التطوير العقاري من حيث التخطيط والربط بين جميع فئات الأصول، والتكامل مع أنظمة النقل وأنظمة المدينة الأوسع نطاقا، وصولا إلى التكامل والتماسك ككفاءة قيادية وهيكل الفريق.
إن تكامل مشاريع التطوير العقاري الضخمة كجزء من الاقتصاد التداولي للمدينة من شأنه إضافة قيمة كبيرة وخلق توافق في الأولويات والحوافز بين المساهمين.
كما يؤثر التكامل والتماسك على البيئة التعاونية التي ثبت أن لها بالغ الأثر في قيادة النجاح.
فمع مجيء التماسك والتكامل في صميم استراتيجية مشاريع التطوير الضخمة، فلن يعني هذا ربط جميع الأطراف المعنية فحسب، ولكن أيضا التطرق إلى صميم المؤسسة والتفكير في كيفية تنفيذ العمليات واتخاذ القرارات بشكل مختلف للتأثير على هذا التكامل والوحدة.
من ناحية أخرى، تركز كل شركة من شركات التطوير العقاري التي تتبنى عقلية متكاملة "من وحدة واحدة" -والتي تجمعها رؤية تطويرية مشتركة وخطة مشروع واضحة ونموذج عمل قوي- بدلا من العمل كإدارات منفصلة، على أهداف غير متصلة، ستكون الأكثر نجاحا. وفي حين يبدو هذا بسيطا من الناحية النظرية، إلا أنه يصعب إجراء ذلك بشكل صحيح
